التنكيل …

ما حدث في باكالوريا هذه السنة نستطيع ان نطلق عنه أبشع الصفات و نسمه بأقبح العبارات ..لكنه يظل تنكيلا مستمرا بالتعليم في الجزائر ..ذلك الجسد الذي أثخنته جروح بن بوزيد بعد أن سحب هيبة الأستاذ و حصره في نطاق مرتبه الذي يساوي مرتب سائق حافلة و رغم ذلك يشهر به في الجرائد و يذل لأقسى الدرجات و كأنه الوحيد الذي لا يجب أن يحوز حقه في هذا البلد و هو يقود أجيالا نحو الجحيم للأسف ..هذا الجحيم عنوانه تعليم شفوي في الإبتدائي للغات الحية أدى إلى ضعف فاضح حتى في تعلم اللغة العربية ..جحيم عنوانه مواد و مواد لتلاميذ لا يفرقون بين الألف و الباء و تراهم في السنة الأولى يدرسون التكنولوجيا و المدنية و لا أدري ماذا بينما كان يجب حصر المرحلة الأولى من التعليم الإبتدائي في تعلم اللغة و الحساب و النشاطات اللاصفية لتحقيق قاعدة انطلاقة قوية لهؤلاء بدلا من حشو راسهم و محافظهم بآلاف الصفحات التي سيكررونها في كل سنه من دون أن يستوعبوا ما بداخلها أبدااااا

جحيم التعليم الجزائري عنوانه تغويل التلميذ و جعله في مكان مقدس منزه لا تستطيع إتخاذ أي اجراء ضد تسيبه و فوضاه و غشه و تجبره و تعديه على حرمة أي شيئ فأنت تحتاج لثلاث شهود من الأساتذة و ثلاث من زملائه …تخيلوا زملاؤه سيشهدون ضده هههههه أي جنون هذا و ستحتاج لمحاضر و أوراق ووووو فقط لتثبت ما رايته بأم عينك بل بتحد صارخ أمامك و غش مفضوح …

جحيم التعليم في الجزائر أصبح عنوانه تبرير و تبرير لكل ما يحدث ..وزارة تحمل أكثر من 700 ورقة باكالوريا ثبت الغش فيها و تدور بين المراكز باحثة عمن يصحح و يلوث يديه بإعطاء علامات لمن مارسوا الغش ضد منظومة كاملة و مارسوا الترهيب ضد الأساتذة وحدهم أو مع أولائك المتواطئين معهم من مديري بعض المراكز و بعض الأساتذة الذين لا يستحقون حتى هذا النعت …نعم فجحيم التعليم في الجزائر عنوانه أساتذة لم تعد ضمائرهم تتحرك و لا يهتمون لشيئ لا يفكرون إلا متى يخرجون من المؤسسات أو متى يقبضون مرتباتهم لا يهمهم تنمية معلوماتهم و لا تحسين مستواهم و بعضهم لا يعرف حتى كيف يصوغ جملة فصيحة داخل قسمه ..أساتذة كانوا نتاج جامعة ضعيفة أمضو اغلب سنواتها في انتظار المنحة و صرفها في الأسواق و بعضهم في الغش في امتحاناتهم أيضا …

أي تعليم هذا ؟؟ و أي جزائر نتحدث ؟؟ أي فضائح هذه ؟؟ ثم تراهم يتنطعون على شاشات التلفزيون يعدون النسب و يتفاخرون بمنظومة من ورق ..منظومة هي فضيحة بكل معنى الكلمة ..منظومة لا نملك و نحن من لبناتها إلا أن نقول لا حول و لا قوة إلا بالله في مستقبل جيل لا يعرف حرمة لشيئ و لا نملك إلا المحاولة لبث شيئ من البذور الطيبة علها تتفتح يوما عن أفراد يصلحون ما فسد ..و ليت ما فسد يحتاج لأفراد فقط ..